تاريخ:
الطائفة الشيعية هي طائفة إسلامية، أي أنها تحت مظلة الإسلام، وتعتبر ثاني أكبر طائفة إسلامية بعد الطائفة السنية. غالبا ما يرمز مصطلح شيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنهم الأكثر عددا، ولكن يوجد فرق شيعية أخرى مثل الإسماعيليين. ويري الشيعة ضرورة اتباع أهل البيت وطاعة الائمة بداية من الإمام علي بن أبي طالب ويتبعه أئمة من ولده. ويرى الشيعة ان ذلك من تعاليم الرسول نفسه. من المرجح القول بأن انقسام المسلمين إلى شقين رئيسيين سنة وشيعة حدث بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان وتولي علي بن أبي طالب الخلافة، وانقسام المسلمين إلى شيعة علي وشيعة عثمان الذين رأوا أن علي تباطأ في الثأر من قتلة عثمان، فاندلعت خلافات ومعارك مثل موقعة الجمل الشهيرة. لكن الشيعة يرون في التشيع أنه بدأ مع بداية الإسلام وبتعاليم وتوصيات الرسول نفسه، أي أنه ليس محدثا تاريخيا، ولكن يوجد للشيعة جذور عميقة في مصر. ومن أبرز تلك المحطات التاريخية حكم الفاطميين لمصر الذين كانوا من الشيعة الإسماعيلية وبنائهم لمدينة القاهرة عام 969 واستمر حكمهم 200 عاما. بالإضافة إلى ذلك فأن جامع الأزهر تم تأسيسه في الأساس كجامعة شيعية إسلامية لنشر التشيع وتعاليمه.
خصائص:
يتبع الشيعة الاسلام ويرون بأن التشيع وتتبع أهل البيت والأئمة من نسل علي بن أبي طلب هي من تعاليم الرسول والإسلام نفسه. وينتشر الشيعة في العصر الحديث في إيران والبحرين والكويت ولبنان والسعودية والعراق وغيرها من البلدان. ويعد الاثنا عشريين هم الأغلبية من الشيعة وهم يتبعون علي بن أبي طالب وأحد عشر إماما من ولده، ومن هنا جاءت التسمية، كما أنهم يتبعون المذهب الجعفري نسبة للإمام السادس جعفر، ويرون أن هؤلاء الأئمة هم الأحق بقيادة المسلمين وأنهم منصوصون، أي معهم سر الحق الالهي ومعصومين أي إنهم لا يخطئون ومن هنا وجبت طاعتهم. الاسماعيليين هم ثاني أكبر فرقة شيعية ويؤمنون بأن إسماعيل ابن الإمام السادس جعفر لم يمت ولكنه متواري. وانقسم الاسماعيليين فيما بعد إلى فريقين أكبرهم النزاريين الذين يتبعون إماما حيا وهو الاجاخان، وينتشرون بكثرة في باكستان والهند وآسيا الوسطى وشرق آسيا والشرق الأوسط. ثالث فرقة شيعية هي الزيديين وهم الأصغر عددا بين الشيعة ويؤمنون بأن أي شخص منتمي لأهل بيت الرسول من الممكن أن يكون إماما ويتواجدون في بعض مناطق إيران والسعودية واليمن.
مشاكل:
بما أن الشيعة يعتبرون مسلمين وأن الدولة المصرية لا تعترف ولا تسمي الطوائف في الأوراق الثبوتية فأنهم لا يعانون من مشكلة في تسجيل واستخراج تلك الأوراق والمستندات، ولكن منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران في السبعينات ازداد التوتر والتضييق والخوف من الأقلية الشيعية ونشر التشيع في مصر لأسباب سياسية. وبعد ظهور التيارات الإسلامية السلفية على السطح بعد ثورة 25 من يناير 2011 في مصر، ازدادت المشاحنات بين الأصوليين من السنة والسلفيين من ناحية وبين الأقلية الشيعية في مختلف ربوع مصر. أحد العواقب والتمييز المدني الذي يعاني منه الشيعة في مصر هو اجبارهم على الطلاق من أزواجهم السنة. عام 2013 تم إجبار أحد الشيعة في مصر على تطليق زوجته بعد تحوله من الإسلام السني السلفي إلى الشيعي، كما أنه تعرض لشكاوى ومضايقات من العامة من الناس المخالطين له أو المحيطين به بعد علمهم بتحوله للمذهب الشيعي. يعاني أيضا الشيعة في مصر من منعهم أن يكون لهم مساجد خاصة بهم ومن التجمع بغرض العبادة أو الاحتفال أو إقامة حسينيات وسط تحريض من السلفيين والأزهر وموافقة من الدولة بسبب خوف من إيران وسلطتها ونفوذها.