الكنيسة الكاثوليكية القبطية

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email

تاريخ:

الكنيسة الكاثوليكية القبطية هي كنيسة تتبع التقليد السكندري، ولكنها انفصلت عن الكنيسة الارثوذكسية القبطية وارتبطت بالكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأقباط الكاثوليك لديهم الحق في الاحتفاظ بعاداتهم الكنسية القبطية.

كما ذكرنا سابقا فأن القديس مارمرقس الرسولي هو من بشر مصر بالمسيحية وأسس كنيسة الإسكندرية، عين القديس مارمرقس انيانوس ليخلفه في رئاسة كرسي الإسكندرية. وفي عام 451 حدث انشقاق بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما بسبب المجمع الخلقيدوني، واتبع أغلب مسيحيي مصر بطريرك الإسكندرية مع وجود قلة من المصريين المسيحيين الذين اتبعوا قرارات المجمع وأقيم لهم بطريركا خاصا. عانى هؤلاء الذين اتبعوا تعاليم وقرارات المجمع من تضييق من قبل الأنبا تيموتاوس الذي كان يعزل اساقفتهم ويقيم مكانهم أساقفة تابعين له مما أغضب الإمبراطور الروماني لاون الأول فنفاه عام 460 وأقام بدلا منه بطريركا كاثوليكيا اسمه تيموتاوس سالوفاكيوس، وعلى أثر ذلك انقسمت الكنيسة القبطية إلى “ملكيين” وهما أتباع قرارات المجمع الخلقيدوني على نفس عقيدة الامبراطور و”مونفيزيين” أي المعارضين لقرارات هذا المجمع. وفي عهد الإمبراطور زينون كان هناك محاولة لمصالحة الفريقين على أثرها أصبح هناك بطريركان للكرسي السكندري: واحد كاثوليكي مرتبط بكنيسة روما واورشليم وآخر منفصل عنها. اتبع أغلب مسيحيي مصر الأخير المنفصل مع وجود قلة تتبع البطريرك الكاثوليكي وكنيسته التي كان يغلب عليها الطابع البيزنطي وتوالى عليهم بطاركة اجانب رغم اتباعهم التقليد السكندري.

خصائص:

كلمة كاثوليك هي كلمة مشتقة من أصل يوناني وتعني العام أو الجامع، وتطلق على اتباع كنيسة روما في الشرق والغرب. ينسب الكاثوليك كنيستهم إلى القديس بطرس الرسول ويعتبرون أن كنيستهم هي كنيسة رسولية تمتلك أسرارا تعود إلى السيد المسيح نفسه وعدد تلك الأسرار سبعة وتم إعلانها في لائحة في مجمع ليون المسكوني عام 1274.

تلك الأسرار هي سر المعمودية، وتختلف عن المعمودية في الكنيسة الارثوذكسية بأنها لا تحدث بالتغطيس الكامل للجسد في الماء المصلي، سر التثبيت بزيت الميرون، سر التناول والذي يختلف عن الكنيسة الارثوذكسية بأنه لا يحدث بعد الولادة والمعمودية مباشرة بل في سن متقدمة قليلا وهو سن الثامنة، سر الاعتراف، سر المسحة الأخيرة ويمسح فيه المريض المقبل على الموت، سر الكهنوت الذي يعين به الكهنة والبطاركة والأساقفة، وسر الزواج الذي هو رباط مقدس بين الرجل والمرأة ولا يجوز الطلاق أبدا حتى ولو كان لعلة الزنى.

الكنيسة الكاثوليكية القبطية تتبع كنيسة روما ولكنها أيضا تتبع التقليد السكندري القبطي ولذلك فهم لديهم الحق في الابقاء على بعض الطقوس والعادات القبطية مثل استخدام اللغة القبطية في الطقوس الدينية ولكنهم يتبعون التقويم الغربي، ولذلك فهم يحتفلون بعيد الميلاد في 25 ديسمبر مع بقية كاثوليك العالم وليس في 7 من يناير كالأقباط الارثوذكس.

يوجد سبع أبرشيات قبطية كاثوليكية في مصر في أسيوط وسوهاج والمنيا والأقصر والإسماعيلية والجيزة، يرأسها بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وهو البطريرك إبراهيم الأول اسحاق. ويوجد لأعضاء تلك الكنيسة من الرهبان والراهبات مثل الفرنسيسكان والجيزويت دور اجتماعي في ميدان التعليم والصحة حيث يديرون أنشطة اجتماعية كثيرة من مدارس ومشفى ويعملون علي تعزيز العلاقات الودية بينهم وبين باقي المسيحيين وباقي أفراد المجتمع ككل.

.

مشاكل:

يعاني المسيحيون في مصر بمختلف طوائفهم من التمييز بناء على هويتهم الدينية، فعلى سبيل المثال، يحرم المسيحيون من تقلد مناصب معينة داخل الدولة مثل رئاسة الجامعات أو الحقائب الوزارية الهامة مثل وزارة الداخلية أو الخارجية أو المناصب الهامة بالقوات المسلحة، كما يتعرض المسيحيون أحيانا لتمييز في العمل والتعليم، حيث ترفض بعض الأماكن والمدارس الخاصة قبول وضم مسيحيين.

هذا بالإضافة لتعرض المسيحيين لعنف مجتمعي وطائفي خاصة في الصعيد وأماكن ريفية لأسباب مثل ممارسة الشعائر الدينية أو ترميم كنائس مما يجعل الوضع متأزم في تلك الأماكن ويضع قيودا أمام حرية ممارسة الشعائر الدينية وبناء الكنائس الجديدة أو ترميم كنائس موجودة بالفعل، وتنتهي الكثير من أحداث العنف الطائفي في هذه الأماكن إلى التهجير القسري للمسيحيين وعائلاتهم. ويوجد أيضا قيود تمارس على التحول إلى المسيحية في مصر لا توجد في حالات التحول إلى الإسلام، كما لا تشمل المناهج التعليمية محتوى تعليمي شمولي عن تاريخ وعادات الأقباط والمسيحيين في مصر مما يؤدي إلى عدم وجود روح التسامح والتعددية عند أوساط كثيرة من المجتمع المصري.

ECRF

ECRF

Leave a Replay

ما هي خريطة الأقليات

هي أداة لتمثيل و إبراز أغلب الأقليات القاطنة في مصر كمحاولة للاحتفاء بها ،إيمانا بأن التعددية الدينية أو الثقافية أو العرقية أو اللغوية هي إضافة لثراء المجتمع ككل

أخر المستجدات

تابعنا