تاريخ:
تمتد النوبة من جنوب مصر تحديدا من أسوان إلى شمال السودان بمحاذاة وادي النيل، ويعتبر النوبة ليسوا فقط أقلية عرقية بل سكان أصليين حيث تعود جذورهم التاريخية إلى العصر الحجري حيث وجدت آثار حجرية دالة على وجودهم في الخرطوم. كان أهل النوبة الأوائل يعتمدون على استئناس الحيوانات والصيد وجمع الثمار ولكن مع تنقلهم من مكان لأخر عرفوا شكلا من أشكال الزراعة معتمدين على الجروف الطينية والفيضانات.
واتسم عهد المصريين القدماء بأنها فترات متتالية من الحرب والسلام مع النوبة، فقد حاول المصريين القدماء السيطرة على النوبة كما حاول أهل النوبة نفس الشيء، كما يوجد أدلة على أنه كان هناك فراعنة من النوبة ولكنهم كانوا متجذرين في الثقافة المصرية القديمة مما يدل على التداخل الشديد بين الجانبين: المصريين القدماء من جهة والنوبيون.
دخلت المسيحية النوبة علي يد القديس متى في القرن الأول الميلادي وتوالت علي النوبة ثلاث عصور مسيحية مختلفة: العصر المسيحي المبكر حتى منتصف القرن التاسع وتميز بأن النوبة خلال هذا العصر نقلت حضارات وانجازات العالم من حولها، ثم عصر الازدهار والرخاء حتي منتصف القرن الثاني عشر وتميز بتأثير مصر الشديد علي حضارة النوبة وبالرخاء وازدهار الفنون والعمارة وأخيرا العصر المسيحي المتأخر حتي منتصف القرن الرابع عشر والذي شهد انعزال حضارة النوبة ووقوع أخر الممالك النوبية وتأثير القوي الخارجية.
لم يدخل أهل النوبة الإسلام إلا في عهد ولاية عبد الله بن أبي السرح على مصر الذي دخل في قتال مع أهل النوبة وتم وضع صلح بين الجانبين على أثره وتباعا اعتنق الكثير من أهل النوبة الإسلام.
في التاريخ المعاصر عانى أهل النوبة بسبب بناء خزان أسوان عام 1902 وتعليته الأولى والثانية اللاتي اغرقت قرى وبيوت نوبية كثيرة أدت إلى هجرة الكثير من النوبيين ولكن التأثير ولهجرة الأكبر حدثت بعد بناء السد العالي عام 1963 والتي على أثرها تم تهجير أهل النوبة إلى كوم أمبو.
خصائص:
يعتبر يوم 7 يوليو هو اليوم العالم للنوبة والذي تم تدشينه عام 2004 من خلال الأمم المتحدة للاحتفال بالنوبيين والتراث النوبي المميز. من أهم ما يميز النوبيين هو الزي التقليدي الذي يختلف عن باقي سكان مصر فيوجد زي الجرجار المخصص للنساء والذي يختلف عن زي البنات قبل الزواج الذي يكون مطرز بألوان هادئة ولكن بعد الزواج يغلب عليه اللون الأحمر. بالنسبة للرجال فيوجد الزي الأبيض والكاسر الذي يوضع على الرأس للوقاية من الشمس وللدلالة على الهيبة والمكانة.
يميز التراث النوبي اللغات النوبية التي هي لغات قديمة متأثرة بالمصرية القديمة واليونانية القديمة والعربية، ويحاول النوبيون الحفاظ على تلك اللغات من الاندثار وبالأخص وأن الأجيال الأصغر تبعد كثيرا عن استخدام تلك اللغات.
يصنع النوبيون الأبراش من سعف النخيل ولديهم مطبخ مميز حيث يصنعون الابريق الذي هو نوع معين من الفطائر والجاكود من الملوخية والكرميد من الحلبة والدقيق وغيرها من الأطباق المميزة لديهم.
يوجد عادة أصيلة لديهم بأن النوبي يجب أن يتزوج من نوبية مثله ولكن تلك العادة لم تعد مطبقة بنفس الحزم في الآونة الأخيرة.
مشاكل:
يعاني النوبيون بسبب التهجير الذي حدث لهم على أثر بناء السد العالي والذي جعلهم ينفصلون عن الكثير من مظاهر ومعالم تراثهم، ولكن منذ عام 2005 بدأ النوبيون في التحرك للمطالبة بحقوقهم في العودة، وتحسين الأوضاع والمعيشية والخدمات، وإيجاد فرص عمل ودمج لهم داخل المجتمع، وخلق مناح يسمح لهم الحفاظ على تراثهم وهويتهم وما يميزهم كنوبيين.