تاريخ:
يعود تاريخ اليهود في مصر الي العصور الفرعونية حيث انتقلت قبائل يهودية الي الجانب الشمالي الشرقي من دلتا النيل في عهد الفرعون المصري اخناتون و حسب القصص التوراتية فأن اليهود في مصر تعرضوا لتمييز و اضطهاد ادي الي خروجهم من مصر الي ارض كنعان خلال سيناء.مع مرور السنين وجد الكثير من اليهود في مصر الحماية و الملجاء و تكون مجتمع يهودي نشط في مصر خلال عصر البطالمة و لكنهم ايضا تعرضوا للاضطهاد و التمييز علي يد الامبراطور الروماني تراخان و جنوده.لعب اليهود دورا نشطا و هاما في عصر الفاطميين في المجتمع المصري . في اواخر القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين تمتع المجتمع اليهودي المصري بالازدهار و النماء حيث زاد عددهم مع نزوح اعدادا من اليهود الاوروبيين الي القاهرة و الاسكندرية و استقرارهم بها هربا من الاضطهاد في اوروبا فوصل عددهم عام 1917 الي 59581 و في عام 1937 وصل العدد الي 63550 ينقسمون بين الاسكندرية و القاهرة حسب رواية اليهود المصريين انفسهم .استمر ازدهار المجتمع اليهودي المصري حتي احداث الحرب العالمية الثانية و التي صاحبها ازدياد في الحس و النزعة القومية المصرية و تخلل ذلك مظاهرات 1945 و التي صاحبها احداث عنف و عدائية اتجاه اليهود و ممتلكاتهم و استمرت العدائية اتجاه اليهود ايضا بسبب تأسيس دولة اسرائيل عام 1948 . منذ ذلك الوقت استمر العداء ناحية اليهود و استمر خروج اليهود من مصر فتضائل عددهم تضائلا ملحوظا حتي عام 1970 بعد خروج اغلب اليهود من مصر بقي فقط عددا من العائلات اليهودية في مصر. تقلص تضييق الدولة علي اليهود في مصر في عهد انور السادات و لكن وقتها اصبح عدد اليهود المصريين ضئيل جدا و علي مشارف الاختفاء حيث ان اغلبهم من السيدات و كبار السن .
خصائص:
بسبب قلة عدد اليهود في مصر حاليا فأن تنظيم و تيسير شئون اليهود في مصر يقوم بها افراد من داخل هذا المجتمع.في البداية كان يوجد اكثر من عشر معابد يهودية في القاهرة و الاسكندرية و لكن الان لا يعمل منهم سوا معبدين واحد في القاهرة و الاخر في الاسكندرية و تعتبر تلك المعابد ارثوذكسية و سفرديمية. لا يتوفر الاكل الكوشير الذي يعتبره اليهود مسموحا لهم في مصر بسبب رفض الشركات استيراده و لكن يوجد مطاعم قليلة تقدمه في مصر .
مشاكل:
يعتبر المناخ العام في مصر معادي لليهوية حتي و ان كان ضمنيا بسبب الخلط بين اليهودية كدين و الصهيونية كتوجه سياسي و ايديولوجي. رغم صغر حجم المجتمع اليهودي المتبقي في مصر الان الي انهم يواجهون مشاكل متعلقة بأقامة بعض الطقوس الدينية بسبب عدم وجود رجال دين يهود و حخامات محليين لاقامة تلك الشعائر مثل طقوس الجنازات و التي يتم استدعاء حاخام اجنبي الي مصر لاقامتها. يوجد ايضا بعض التضييق من الدولة علي ممارسات اليهود الدينية في مصر و تجمعاتهم فمثلا عام 2015 اصدرت محكمة الاسكندرية حكما بالغاء احتفالات ابو حسيرة التي كانت تقام سنويا لتخليد ذكري الحاخام اليهودي ابو حسيرة و كانت تجذب الكثير من اليهود من انحاء العالم بما فيها اسرائيل . كانت تواجه تلك الاحتفالات و التجمعات السنهوية سخطا من المواطنين المسلمين كما جاء قرار المحكمة عام 2015 ليقيدها و يمنعها علي اساس انها تخالف التقاليد الاسلامية و تهدد الامن و السلم العام.يعتبر ذلك احد اوجه العداء و التقييد الذي يمارس في حق اليهود في مصر من قبل الدولة و احيانا من قبل المجتمع . عانت ايضا مظاهر التراث اليهودي في مصر مثل المقابر و المعابد من الاهمال و التدهور حتي بدأت الدولة المصرية بضمها الي خارطة التراث المصري الذي يستحق الحماية و الترميم عام 2017.